الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الفرض العاديّ 2: (التّحليل الأدبيّ)، نصّ: (مقامات الهمذاني)، 2009-2010


أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ2: تحليل أدبيّ
معهد "نهج صيّادة"
فوزيّة الشّـطّي
3 آداب: 2010.02.03
الورديّة


حلِّل هذا النّصّ تحليلاً أدبيّا مسترسِلاً مُستعينًا بالأسئلةِ الموجِّهة:
                                                      المقامةُ الفَزاريّة
     حدّثنا عِيسى بنُ هِشام قال: «كنتُ في بعضِ بلادِ فَزارة مُرتَحِلا نَجِيبَهْ وقائِدا جَنِيبَهْ، تَسبَحانِ بِي سَبْحا وأنا أهُمُّ بالوَطنِ[...] فَظللتُ أخبِطُ وَرَقَ النّهَار بعصَا التَّسْيَار، وأخوضُ بطنَ اللّيْل بِحَوافرِ الخيْل. فبيْنا أنا فِي ليلةٍ يَضلُّ فيها الغَطَاط ولا يُبصِرُ فيها الوَطوَاط، أسِيحُ سيْحًا ولا سانِحَ إلاّ السّبْع ولا بارحَ إلاّ الضّبْع، إذْ عَنّ لِي راكبٌ يَطوِي إلَيّ مَنشُورَ الفَلوَات. فأخذنِي مِنه ما يأخذُ الأعزلَ مِن شَاكِّ السِّلاح. لكنِّي تجلَّدْتُ، فقلتُ: «أرْضَك، لاَ أُمّ لك. فدُونَك شَرطُ الحِداد وخَرْط القَتاد [...] وأنا سِلمٌ إنْ شِئتَ وحربٌ إنْ أردْتَ. فقُلْ لِي مَن أنتَ». فقال: «سِلمًا أصَبْتَ». فقُلتُ: «خيرًا أجبْتَ. فمَن أنتَ؟» فقال: «نَصِيحٌ إنْ شَاورْتَ، فَصِيحٌ إنْ حاوَرْت، ودُونَ اسْمِي لِثام، لا تُميطُه الأعْلاَم، أجُوبُ جُيوبَ البِلاد، حتّى أقعَ على جَفنةِ جَواد، ولِي فؤادٌ يخدمُه لِسان، وبيانٌ يَرْقمُ ـهُ بَنَان، وقُصارايَ كرِيمٌ يخفِّفُ لي جنِيبتَه وينفُضُ لي حقيبتَه، كابنِ حُرّةٍ طَلعَ عليَّ بالأمْس طلوعَ الشَّمْس وغرُبَ عنِّي بغرُوبِها، لكنّه غابَ ولم يغِبْ تَذْكارُه، ووَدّعَ وشيّعتْنِي آثارُه، ولا يُنبئُكَ عنْها أقربُ مِنها». وأوْمأَ إلى ما كان لِبْسُه. فقلتُ: «شَحّاذٌ وربِّ الكعبةِ أخّاذٌ، له في الصّنعةِ نَفَاذ، بل هو فِيها أسْتاذ. يا فتَى قد أجْليْتُ عِبارتَك، فأينَ شِعرُك مِن نَثرِك؟» فقال: «وأينَ كلامِي مِن شِعْرِي؟» ثُمّ اسْتمدّ غرِيزتَه ورَفعَ عقِيرتَه بصَوتٍ مَلأ الوادِي وأنشأ يقولُ:
     عَرَضْتُ علَى نارِ الْمَكَارمِ عُودَه           فَكانَ مُعَمّا فِي السِّيادةِ مُـخْوِلاَ
     وَخَـادَعْتُه عَن مَالِه فَخدَعْـتُه            وَسَاهَلْتُــهُ عَنْ بِـرِّهِ  فتَسَهّلاَ
     وَلَمّا تَجَاليْـنا وَأحْمَدَ مَنْـطِقِي           بَلاَنِيَ مِنْ نَظْـمِ القَريضِ بِما بلاَ
     فَما هَزَّ  إلاَّ صَارِما حِين  هَزّنِي            وَ لَمْ يَلْقَـنِي إلاَّ إلَى السّبْقِ أوّلاَ
فقلتُ: «على رِسْلِك يا فتَى، ولكَ فيما يَصْحَبنِي حُكمُك.» فقال: «الحقيبةُ بِما فِيها». فقلتُ: «إنَّ وحامِلتَها». ثُمّ قبضْتُ بِجُمعِي عليه، وقلتُ: «لاَ والّذي ألهمَها لَمْسًا وشقَّها مِن واحدةٍ خَمْسا، لا تُزايِلُنِي أو أعْلمَ عِلمَك». فَـحَدرَ لِثامَه عنْ وجهِه. فإذا هو واللهِ شيخُنا أبُو الفتحِ الإسكندريُّ. فما لبِثَ أنْ قلتُ:
      تَوَشّحْتَ  أبَا الفَتْـحِ         بِهذا السّيْفِ مُخْـتالاَ
      فَما تَصْـنعُ بالسَّيْـفِ       إذا لَمْ تَـكُ  قَـتاَّلاَ؟
      فَصُغْ ما أنتَ حَـلّيْتَ       بِه سَيْفَـكَ خَلْـخَالاَ.
رسائل أبي الفضل بديع الزّمان الهمذانيّ وبهامشها مقاماتُه، صص (64-68
 مطبعة هنديّة، ط4، 1928، مصر.
            
         الشّرح المعجميّ:
 *النّجِيبة: الفرسُ العتيقةُ والكريمةُ الأصلِ  .......   *الجنِيبة: الفرسُ الّتي يقودُها الرّاكبُ إلى جنبِه.
 *التّسْيَار: مصدر، المسيرُ أو ركوبُ الدّابةِ.   
 *الوَطوَاط: جمعُه وَطاوِط، هو الخفّاشُ.
 *أسِيحُ: ساحَ: جرَى، جالَ في البِلاد، ذهبَ في الأرض.
 *السّانِحُ: الّذي يأتِي مِن اليمين  ........    *البارِحُ: الّذي يأتي مِن اليسار.
 *شَاكِّ: شَكَّ في السّلاحِ: كان لابِسًا سِلاحا تامّا وغارِقا فِيه.
 *"دُونَ ذلكَ خرْطُ القَتادِ": مثَلٌ يُضرَب لِركوب الأمرِ الشّاقِّ.
 *الجَفنةُ: القَصْعة الكبِيرة.
 *يرقُمُ: رقَمَ الكتابَ: بَيّنَه وأعْجمَه بِوضْع النّقاطِ والحركاتِ وغير ذلك.
 *أخّاذٌ: ساحِر.
 *أجْليتُ الأمرَ: فهِمتُه وكشفْتُه.
 *المعِمُّ: كرِيمُ الأعْمام  .......   *الْمُخْوِل: كريمُ الأخْوال. 
 *ساهَله: لاينَه وسايرَه  .......    *تَجاليْنا: انكشفَ كلّ منّا لصاحبِه. 
 *بلاَه: اخْتبرَه وامْتحنَه وجرَّبَه  ........   *إنّ: حرفُ جواب، معناها "نَعم".
 *حَدرَ الشيءَ: أنزلَه من عُلوٍّ إلى أسفلَ .........    *توشّحَ بالسّيفِ: تَقلّد بهِ.
          
                الأسئلة الموجِّهة:
-       مَا الأساليبُ البديعيّةُ الّتي سَيطرتْ علَى هذه المقامةِ؟
-       أدّى الشِّعرُ وظائفَ مَضمونيّةً وأخرَى بلاغيّةً. ما هي؟
-       ظهرَ المكدِّي في صورةٍ جديدةٍ. حدِّدْها وبرِّرْ اختيارَها.
-       هل تجدُ الهمذانِي يَفخرُ بنفسِه؟ عَلِّلْ جوابَك.
-       لماذا طغَى الحوارُ على المقامةِ؟
-       تطرحُ المقامةُ قضايا أدبيّةً وأخلاقيّةً شَغلتْ عصرَ الهمذانِي. ما هي؟

عـملاً مُـوفّـقًا

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

شرح النص لو ممكن