الجمعة، 5 يناير 2018

شرح نصّ: (موشّح ابن ماء السّماء)، المحور 1: (الشّعرُ الأندلسيّ)، 2017-2018.


v أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي v شرح نصّ: 'موشّح ابن ماء السّماء' v 3 آداب 2 v
v معهد قرطاج حنّبعل v 17- 2018 v
الموضـوع:
يُعاتبُ الوشّاحُ حبيبَه ويتوسّلُ إليه طالبا الرّحمةَ بالوِصال.
الأقــــــــــــــــــسامُ:
1. البداية ! 'الأكْحَل': التّعميمُ.
2. البقيّة: التّخصيصُ.
الألــــــــــــــــفاظُ:
- مُسْرِفٌ: اِسمُ فاعل (مُفْعِلٌ) فعلُه (أَسْرَفَ): مُخْطِئٌ، ظَالِـمٌ، غَافِلٌ.
- السَّلْسَلِ: اِسمٌ مشتقٌّ (الفَعْلَلِ) جذرُه (س.ل.س.ل): الـمَاءِ العَذْبِ الزُّلاَلِ.
- اِغْتَذَى: فعلٌ ثلاثيّ مزيد (اِفْتَعَلَ) جذرُه (غ.ذ.ي): تَغَذَّى، مَتَّعَ بَصَرَه.
v الشّرح v
1- التّعميمُ:
- رغمَ أنّ السّياقَ غزليٌّ فقد جاء المعجمُ سياسيّا ودينيّا (الولاية، العَدل، الأمّة، العَزل). والغايةُ هي المشابهةُ بين الحبيبِ والسّلطانِ مِن حيثُ المنزلةُ والسّطْوة.
- عَمّم الوشّاحُ خطابَه في مطلعِ النّصّ مُعتمِدا ضميرَ الغائب حتّى يجعلَ الإبْهامَ (الغموضَ) ينكشفُ تدريجيّا. كأنّما يُشوّقُ القارئَ.
2- التّخصيصُ:
- عبَّر الخطابُ المباشر للحبيبِ عن الرّغبة في استحضارِه وعن السّعيِ إلى التّأثيرِ العميقِ فيه حتّى يلِينَ. لذا حضر ضميرُ المخاطَب موصوفا ومُنادًى، وحضر ضميرُ المتكلّمِ شاكيا متوسِّلا متودِّدا.
- غلبَتِ الأساليبُ الإنشائيّةُ (أمرٌ، استفهامٌ إنكاريٌّ، نداءٌ) تأكيدا على اضطرابِ نفسِ العاشِق وغليانِ عاطفتِه وعنائه مِن ألمِ الحرمان.
- وُصِفتْ حالُ الـمُحِبّ المعذَّب لإثارةِ شفقة الحبيب الظّالم القاسي المتمنّع، عسَى أنْ يرأفَ بحاله.
- أدّى النّداءُ (يا عليّ) في خرجةِ الموشّح معنى الاستغاثة لما فيه مِن تذلُّل وتوجُّع. ثمّ إنّه أوحَى بأنّ الغرضَ غزلٌ بالمذكَّر خاصّةً وأنّ الوشّاحَ التزمَ بتذكيرِ الحبيبِ ضميرا وأوصافا وأفعالا في كلِّ النّصّ. وقد يكون شفاعةً بسيّدنا 'عليّ' لدَى الحبيبِ الـمُستبدِّ.
التّقــــــــــــويم:
- الموشَّحُ لونٌ مخصوصٌ منَ النّظْمِ الشّعريّ يخرجُ، إنْ قليلا أو كثيرا، عنِ سُلّمِ العروضِ الخليليّ وعن قواعدِ اللّغة نحوا وصرفا ومعجما.
- لغةُ الغزلِ أقربُ إلى الإباحيّة. أمّا صورةُ الحبيبِ المتمنِّعِ فهي أقربُ إلى العُذريّة.
- يُعتبَر الغزلُ بالمذكَّر عنصرَ تجديدٍ مضمونيٍّ أنتجه الانفتاحُ والتّنوّعُ في البيئة الاجتماعيّة الأندلسيّة الثّريّة والقويّة.