♣ حلّل هذا النّصَّ تحليلا أدبيّا مسترسِلا مُستعينا بالأسئلة
التّالية:
-
هذه وصيّةٌ تعليميّةٌ مِنْ
أبٍ لابنه. ما المضامينُ الّتي حوتْها؟
-
ما هي
الفنونُ البلاغيّة الّتي حلَّى بها الكاتبُ بيانَه؟
-
غابتْ حيلةُ
الـمُكدّي في هذه المقامةِ. فبِمَ عُوِّضتْ؟
-
ما هي
أساليبُ الهزل والسّخرية الّتي اُعتُمدتْ في الوصيّة؟
-
يتفاعلُ
بديعُ الزّمان الهمذاني في هذه المقامة مع نوادر أبي عثمان الجاحظ. ما الأدلّةُ
على ذلك؟
1-
المقدّمة:
-
تعريفُ
النّصّ: [مقامةٌ، مِن كتاب 'مقامات بديع
الزّمان الهمذاني'، ق4ه، محورُ
'فنّ المقامة']...
-
موضوعُ
النّصّ: [المكدّي الأبُ يقدّم وصيّةً تعليميّة
لابنِه يعلّمه فيها أصولَ تجميع المالِ وحفظِه]...
-
أقسامُ
النّصّ: [السّند +
المتن:
(بسملةٌ + وصيّة +
حمدلةٌ)]:
١- مِن ('يا بنيّ') إلى ('الخبيثة'):
التّحذيرُ مِن شهوات النّفس.
٢- مِن ('وكما أخشى') إلى ('المشؤومة'):
التّحذيرُ مِن الكرمِ والقرم.
٣- (البقيّة): الدّعوةُ
إلى حفظِ المال.
2-
الجوهر:
١-
التّحذيرُ مِن شهوات النّفس: مِن ('يا بنيّ') إلى ('الخبيثة'):
-
بُرّرت
الوصيّةُ بخوفِ أبٍ على ابنه وبسلطانِ النّفس الأمّارة بالسّوء على صاحبها...
-
دعا الأبُ
ابنَه إلى الصّوم والنّوم: هُما حلاّن يُروّضان النّفسَ ويَكبحان جميعَ شهواتِها
(لا خمر، لا شبع، لا نساء)...
-
اِنتهى
التّحذيرُ باستفهام حقيقيّ (ويمكن اعتبارُه
إنكاريّا يستنكرُ احتمالَ عدمِ الفهم) يصفُ
زوجةَ المكدّي وأُمَّ الابنِ المخاطَب، (وربّما
يعني النّساءَ عامّةً)، وصفا سلبيّا مُهينا: هي "خَبِيثَة"
كالنّفس البشريّة أو كالدّنيا أمِّ الخبائث...
٢-
التّحذيرُ مِن الكرمِ والقرم: مِن ('وَكَمَا
أَخْشَى') إلى ('الـمَشْؤُومَة'):
-
الجودُ مع
النّفس والجودُ مع الآخرين "لِصَّانِ" (تماما
كالمتكلِّم المتحيّل) يسرقان مالَ المصابِ
بهما...
-
يتعارض
قولُه مع قيمٍ عربيّة إنسانيّة عريقة تتغنّى بالجودِ والكرم والعطاء منذ
الجاهليّة...
-
يسخر
المكدّي مِن هذه القيمِ سخريةَ بخلاء الجاحظ مِن 'المبذّرين المسرفين
المفسدين'...
-
اِنتهى
التّحذيرُ باستفهام حقيقيّ (يجوز اعتبارُه
استفهاما إنكاريّا معناه استنكارُ احتمالِ عدم الفهم)
يليه نداءٌ فيه وصفٌ سلبيّ للزّوجة "الـمَشْؤُومَة" شؤمَ القرم والكرم على مَن استسلمَ
لسُلطانِهما...
٣- الدّعوةُ إلى حفظِ المال: (البقيّة):
-
طغى المعجمُ
التّجاريّ: التّجارةُ قطاعٌ اقتصاديّ يروّج البضائعَ دون أن يُسهم في إنتاجها...
-
يدعُو إلى
حفظِ رأس المال. وهذا شرطٌ رئيسٌ لنجاح أيّ تاجر في كلّ عصر...
-
الخطابُ
العنيف: الاستفهاماتُ الإنكاريّة قاسيةُ اللّفظِ والمعنى: يوبّخ ابنَه على عدم
اقتناصِ فرصِ الرّبح وعدمِ تجنّبِ حالات الخسارة... +
الدّعاء عليه بالشّرّ (لاَ أُمَّ لَكَ)...
-
يُنظّر
المكدّي لمذهب 'الجمع والمنع'. بيد أنّه متسوّلٌ متحيّل جمَّع ثروتَه مِن أموال الآخرين
الواقعين في فِخاخه. أمّا بخلاءُ الجاحظ فَهُم، في الأغلب الأعمّ، قد حصّلوا
ثرواتهم مِن العمل والتّقتير.
3-
الخاتمة:
-
المقامةُ
الوصيّةُ: محاكاةٌ ساخرة لنوادر الجاحظ: حاكَى الهمذانيُّ مضامينَ البخل
والتّقتير والتّحيّل في تجميع المال +
عدلَ عن الأسلوبِ الجاحظيّ الجافّ الخالي مِنَ التّنميق البديعيّ...
-
هل يروم
الكاتبُ بذلك أن ينافسَ علامةً أدبيّة مُـميّزة مِن التّراث الأدبيّ العربيّ، أو
أن ينقدَ مجتمعَ ق4ه الّذي
اختلّتْ فيه القيمُ الأخلاقيّة والإنسانيّة، أو أن يستعرضَ قدرتَه البلاغيّة
شعرا ونثرا؟...
♣ ملاحظة:
-
هذا الدّرسُ
منهجيٌّ بالأساس. إذ ندرّب فيه التّلميذَ على التّخطيطِ المفصّل لتحليله
الأدبيّ. ومِن واجب المدرّس أن يدرّبَ المتعلّمين على تحريرِ هذا التخطيط
المفكَّك تحريرا مسترسِلا مترابطَ الجمل والفقرات والأقسام. يكون ذلك في حصّةِ
إنتاج كتابيّ جماعيّ أو في عملٍ منزليّ فرديّ.
-
مِن مهامّ
هذا الدّرس تدريبُ المتعلّم على انتقاءِ الشّواهد القوليّة المناسبة (وهي تُختار مِن النّصِّ المطلوبِ تحليلُه دون سِواه) وعلى حسنِ ربطها بالسّياق الّذي وُظّفتْ فيه.
الحجّةُ القوليّة تردُ دعما لفكرةٍ سابقة لها. وبمجرّد تنزيلها في ذاك السّياق
لا يجوز العودةُ إليها بالشّرح والتّفسير.
♣ عمَــلا موفّـــقا ♣
|