|أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي | التّدريبُ على التّحليل الأدبيّ | المحور: المسرحيّة |
| 3 آداب 2 |
معهد قرطاج حنّبعل | ماي 2018 |
|
v مسرحيّةُ: 'السّلطانُ الحائرُ'، توفيق الحكيم، نصّ: 'الفجرُ فِي منتصَفِ اللّيلِ'
v
v (الكتابُ المدرسيُّ، ص: 163) v
I- المقدّمة:
1- تقديم النّصّ: نصّ مسرحيّ، اُنتُخب مِن الفصلِ الثّالث مِن 'السّلطانُ الحائرُ'،
تأليف الأديب المصريّ المعاصر: توفيق الحكيم الملقَّب بأبِ المسرح العربيّ.
2- تقسيمُ النّصّ: قسمةٌ ثنائيّة حسْبَ معيار الحوار: القسم 1 [البداية © 'عمّا
قليل']: حوارُ
القاضي والوزير + القسمُ 2 [البقيّة]: حوارُ القاضي والمؤذّن.
3- موضوعُ النّصّ: يَتحيّلُ القاضي لإنقاذِ السّلطان مِن قبضة الغانيةِ
مُستعينا بتواطُؤِ المؤذّن.
II- الجوهر:
1- القسم الأوّلُ [البداية© 'عمّا
قليل']: حوارُ القاضي والوزير:
- اِنقلابُ المواقف: القاضي يلومُ نفسَه على التزامه بالحلّ القانونيّ لحلّ
مشكلة السّلطان الرّقيق: تعقّدت المسألةُ أكثرَ ممّا كان يتوقّع بسبب الظّهور
المفاجئ للغانية على ركحِ الأحداث.
© هل يُعقَل
أن تندمَ السّلطةُ القضائيّةُ الضّامنة للعدل على التزامِها بتطبيق القانون؟!
- يحافظُ الوزيرُ، رمزُ البطانةِ المتملّقة الفاسدة، على الموقف نفسِه:
الانتصارُ لقوّة السّيف، رفضُ الخضوع للقانون، مساندةُ السّلطة المستبدّة حتّى
وهي فاقدةً للشّرعيّة. لكنّه بدا في هذا المشهدِ يائسا مِن إيجاد خطّةٍ جديدة
تُعيد السّلطانَ إلى سالِفِ عرشِه: سيرُ الأحداث المتسارِعة المفاجِئة كان أقوى
مِنْ دهاءِ الوزير.
© تتفانَى الحاشيةُ الانتهازيّةُ في الدّفاع عن
مصالحها المرتبطة بأولياءِ النّعمةِ أي أصحابِ السّلطة.
- يحضر الجلاّدُ باعتباره شخصيّة مساعدةً للقاضي على تنفيذ الخطّة: دورُه
هو العثورُ على المؤذّن وجلبُه فورا.
- جاءت المخاطباتُ قصيرةً كمّيّا، غلبتْ عليها الجملُ المختزلةُ [بَلِ الآن، الفَجْر، نَعَمْ، عَمَّا قَلِيلٍ] + الأساليبُ الإنشائيّةُ: الاستفهامُ [كَيْفَ
كُنَّا..؟ مَن؟!، أيْنَ مُؤذّنُ..؟، هَلْ
لِي أَنْ أَعْرِفَهَا؟] والأمرُ: [اِذْهَبْ،
جِئْنِي بِهِ] + عبارةُ الوجوب [يَجِبُ..]:
© الشّخصيّتان (القاضي
والوزير) متوتّران خوفًا مِن العواقبِ
السّياسيّة والاجتماعيّة لهذه الأزمةِ وحرصًا على إيجاد مَـخرَجٍ مهما تكنِ
الوسيلةُ: وجودُ السّلطان لدَى الغانية يُهين هيبةَ الدّولةَ ويُهدّدُ البلادَ
بالفوضَى الـمُدمِّرة.
© هلْ يكونُ حرصُ القاضي على إنقاذ البلاد هو
ما دعاه إلى التّخلِّي عن القانون؟!
2- القسمُ الثّاني [البقيّة]: حوارُ
القاضي والمؤذّن:
- اِنسحبَ الوزيرُ ليحُلَّ محلَّه المؤذّنُ: حالةُ الفزعِ [ثِقْ.. أنِّي لَمْ أَرْتَكِبْ خَطَأً، أُقْسِمُ لَكَ..] ولغةُ الخضوع [يا مَوْلاَيَ القَاضِي..] تدلُّ على
أنّه أدْنى مِن القاضي سلطةً ومنزلةً وعِلما بالشّأنِ السّياسيّ.
© أدّى
الجلاّدُ المهمّةَ بأكثرَ ممّا طُلِب منه: تعمّدَ تخويفَ المؤذّن بتُهمٍ باطلةٍ
حتّى يسهلَ على القاضي ترويضَه.
- اِتّسمتْ
لغةُ القاضي بالعنف والحدّة لسببيْن: لأنّه يُخاطِب مَن هو أدنَى منه ولأنّه
يُسابقُ الزّمنَ كيْ يُنقذَ السّلطانَ مِن 'العار' الّذي لحقَه (مرافقةُ
الغانيةِ إلى بيتِها وشيوعُ ذاك الخبر بين العامّة).
-
جاءتْ
مخاطباتُ القاضي أطولَ كمّيّا مِن مخاطباتِ المؤذّن: هو يهيمنُ على الخطاب بقدر
ما يَتحكّمُ في الأحداث +
يعتمدُ التّشويقَ كيْ يجعلَ 'المحكومَ فيه' أكثرَ اضْطرابا وفزَعا وتشوّقا أيْ في موقعِ ضعفٍ
نفسيّ.
- للمرّةِ
الثّانية يُستغلُّ المؤذّنُ، رمزُ السّلطةِ الدّينيّة، في تعطيلِ السّير
الطّبيعيّ أو القانونيّ للأحداث: أُجْبِرَ على أنْ يَرفَعَ الأذانَ عند منتصفِ
اللّيل كيْ تُرغَمَ الغانيةُ على إطلاقِ سراح السّلطان وتوقيعِ وثيقة عتقه (هذا ما كانتْ التزمتْ به علنا). وصُوِّرَ جاهِلا [مُنْدَهِشا] وساخِرا من نفسِه (أُسندتْ
إليه مواقفُ السّخرية والإضحاك).
©
دلّتْ ردّةُ فعلِ المؤذّن على أنّه محكومٌ فيه: (أُمِرَ
بارتكاب خطيئتيْن: رفعُ الأذانِ في غير وقتِه عمْدا +
الكذبُ بأنْ يزعمَ أنّه مَنْ يتحمّلُ المسؤوليّةَ الدّينيّة والأخلاقيّة لهذا
الفعلِ المنكَر). حتّى احتجاجُه كان تحامُقا [أَليْسَ هَذَا.. مُتَقَدِّمًا عَنْ مَوْعِدِهِ
قَلِيلاً؟!] أو همسا [هَامِسًا لِنَفْسِهِ].
- اِستغلّ
القاضي 'سلطةَ القانون'
كيْ يحميَ المؤذّنَ لاحقا مِن نتائج فعلتِه الّتي أَجبَره هو نفسُه على
تنفيذِها.
- حَرصَ
مبدِعُ الخطّة (القاضي)
على محاولةِ إقناعِ حليفِه المتواطئِ معه (المؤذّن) بأنّ فعلتَه تلك 'واجبٌ
وطنيّ' [إِنّها
خِدْمَةٌ تُقَدِّمُهَا للدَّوْلَةِ].
وذلك كيْ يُنجزَ نصيبَه مِن الخطّة على الوجهِ الأكملِ.
©
لا يبدُو المؤذّنُ مَعْنيّا بالأمانةِ في تطبيقِ واجبِه الدّينيّ ولا بخدمةِ الدّولةِ:
هو منشغلٌ فقطْ بنظرةِ الجماهير (العامّة) إليه وبمنصبِه المهنيّ وبمصيرِه الشّخصيّ.
والدّليلُ: عَزمَ على تنفيذِ المطلوب بمجرّد أنْ بدَّدَ القاضي مخاوفَه.
III- الخاتمة:
- يُـمثّل هذا
النّصُّ مشهدا رمزيّا نقديّا تجتمع فيه السّلطاتُ الثّلاثُ (السّياسيّة، القضائيّة، الدّينيّة) كيْ تجدَ مخرَجا غيرَ قانونيّ يُبطلَ عقدَ بيعٍ
خاضعٍ لجميع الشّروط القانونيّة: مؤامرةٌ جماعيّة ضدّ عُلْويّةِ القانون.
- صَوّر
الحكيمُ رجلَ الدّين 'خادِما أمينا' للسّلطة يأتمرُ بأوامرِها حتّى لو كانَتْ مخالِفةً
للشّرعِ الّذي يدّعي تمثيلَه وصيانتَه مِنْ كلِّ تعسُّفٍ أو اعتداء: © أيكون
ذلك إدانةً لتوظيفِ الدّين في خدمةِ السّياسة؟!
- جَعل
الكاتبُ شخصيّةَ القاضي 'تنحرفُ' عنْ مبادئِها الثّابتة بحجّةِ ما يُسمَّى اليومَ 'المصلحةَ الوطنيّةَ العليا':
هلْ إنّ الحكيمَ صاحبَ التّكوين القانونيّ، ينتصر للقاعدةِ الفِقْهيّةِ: 'الضّروراتُ تُبيحُ المحظُورات'؟ أم هو يَنتقدُ المبدأَ السّياسيَّ النّفْعيَّ: 'الغايةُ تُبرِّرُ الوسيلةَ'؟!
- مسرحيّةُ 'السّلطانُ الحائرُ'
لا تُقدّم لنا الإجاباتِ الجاهزةَ. إنّما تدعونا جميعا إلى حيرةٍ فكريّة
معمَّقة.
v💗| عملا
موفّقا |💗v
|
نسخة PDF قابلة للتّحميل
https://files.acrobat.com/a/preview/4a40920f-79fe-4581-8394-36da3c93b340
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق