الأربعاء، 16 مايو 2018

إنتاج كتابيّ: (التّدريبُ على التّحليل الأدبيّ)، محور 4: (مسرحيّة: السّلطانُ الحائرُ)، 2017-2018



|أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي | التّدريبُ على التّحليل الأدبيّ | المحور: المسرحيّة |
| 3 آداب 2 | معهد قرطاج حنّبعل | ماي 2018 |
v مسرحيّةُ: 'السّلطانُ الحائرُ توفيق الحكيم، نصّ: 'الفجرُ فِي منتصَفِ اللّيلِ' v
v (الكتابُ المدرسيُّ، ص: 163) v
I-     المقدّمة:
1-  تقديم النّصّ: نصّ مسرحيّ، اُنتُخب مِن الفصلِ الثّالث مِن 'السّلطانُ الحائرُ'، تأليف الأديب المصريّ المعاصر: توفيق الحكيم الملقَّب بأبِ المسرح العربيّ.
2-  تقسيمُ النّصّ: قسمةٌ ثنائيّة حسْبَ معيار الحوار: القسم 1 [البداية © 'عمّا قليل']: حوارُ القاضي والوزير + القسمُ 2 [البقيّة]: حوارُ القاضي والمؤذّن.
3-   موضوعُ النّصّ: يَتحيّلُ القاضي لإنقاذِ السّلطان مِن قبضة الغانيةِ مُستعينا بتواطُؤِ المؤذّن.
II-  الجوهر:
1-   القسم الأوّلُ [البداية© 'عمّا قليل']: حوارُ القاضي والوزير:
-   اِنقلابُ المواقف: القاضي يلومُ نفسَه على التزامه بالحلّ القانونيّ لحلّ مشكلة السّلطان الرّقيق: تعقّدت المسألةُ أكثرَ ممّا كان يتوقّع بسبب الظّهور المفاجئ للغانية على ركحِ الأحداث.
© هل يُعقَل أن تندمَ السّلطةُ القضائيّةُ الضّامنة للعدل على التزامِها بتطبيق القانون؟!
-   يحافظُ الوزيرُ، رمزُ البطانةِ المتملّقة الفاسدة، على الموقف نفسِه: الانتصارُ لقوّة السّيف، رفضُ الخضوع للقانون، مساندةُ السّلطة المستبدّة حتّى وهي فاقدةً للشّرعيّة. لكنّه بدا في هذا المشهدِ يائسا مِن إيجاد خطّةٍ جديدة تُعيد السّلطانَ إلى سالِفِ عرشِه: سيرُ الأحداث المتسارِعة المفاجِئة كان أقوى مِنْ دهاءِ الوزير.
© تتفانَى الحاشيةُ الانتهازيّةُ في الدّفاع عن مصالحها المرتبطة بأولياءِ النّعمةِ أي أصحابِ السّلطة.
-   يحضر الجلاّدُ باعتباره شخصيّة مساعدةً للقاضي على تنفيذ الخطّة: دورُه هو العثورُ على المؤذّن وجلبُه فورا.
-   جاءت المخاطباتُ قصيرةً كمّيّا، غلبتْ عليها الجملُ المختزلةُ [بَلِ الآن، الفَجْر، نَعَمْ، عَمَّا قَلِيلٍ] + الأساليبُ الإنشائيّةُ: الاستفهامُ [كَيْفَ كُنَّا..؟ مَن؟!، أيْنَ مُؤذّنُ..؟، هَلْ لِي أَنْ أَعْرِفَهَا؟] والأمرُ: [اِذْهَبْ، جِئْنِي بِهِ] + عبارةُ الوجوب [يَجِبُ..]:
© الشّخصيّتان (القاضي والوزير) متوتّران خوفًا مِن العواقبِ السّياسيّة والاجتماعيّة لهذه الأزمةِ وحرصًا على إيجاد مَـخرَجٍ مهما تكنِ الوسيلةُ: وجودُ السّلطان لدَى الغانية يُهين هيبةَ الدّولةَ ويُهدّدُ البلادَ بالفوضَى الـمُدمِّرة.
© هلْ يكونُ حرصُ القاضي على إنقاذ البلاد هو ما دعاه إلى التّخلِّي عن القانون؟!
2-   القسمُ الثّاني [البقيّة]: حوارُ القاضي والمؤذّن:
  اِنسحبَ الوزيرُ ليحُلَّ محلَّه المؤذّنُ: حالةُ الفزعِ [ثِقْ.. أنِّي لَمْ أَرْتَكِبْ خَطَأً، أُقْسِمُ لَكَ..] ولغةُ الخضوع [يا مَوْلاَيَ القَاضِي..] تدلُّ على أنّه أدْنى مِن القاضي سلطةً ومنزلةً وعِلما بالشّأنِ السّياسيّ.
© أدّى الجلاّدُ المهمّةَ بأكثرَ ممّا طُلِب منه: تعمّدَ تخويفَ المؤذّن بتُهمٍ باطلةٍ حتّى يسهلَ على القاضي ترويضَه.
-   اِتّسمتْ لغةُ القاضي بالعنف والحدّة لسببيْن: لأنّه يُخاطِب مَن هو أدنَى منه ولأنّه يُسابقُ الزّمنَ كيْ يُنقذَ السّلطانَ مِن 'العار' الّذي لحقَه (مرافقةُ الغانيةِ إلى بيتِها وشيوعُ ذاك الخبر بين العامّة).
-         جاءتْ مخاطباتُ القاضي أطولَ كمّيّا مِن مخاطباتِ المؤذّن: هو يهيمنُ على الخطاب بقدر ما يَتحكّمُ في الأحداث + يعتمدُ التّشويقَ كيْ يجعلَ 'المحكومَ فيه' أكثرَ اضْطرابا وفزَعا وتشوّقا أيْ في موقعِ ضعفٍ نفسيّ.
-    للمرّةِ الثّانية يُستغلُّ المؤذّنُ، رمزُ السّلطةِ الدّينيّة، في تعطيلِ السّير الطّبيعيّ أو القانونيّ للأحداث: أُجْبِرَ على أنْ يَرفَعَ الأذانَ عند منتصفِ اللّيل كيْ تُرغَمَ الغانيةُ على إطلاقِ سراح السّلطان وتوقيعِ وثيقة عتقه (هذا ما كانتْ التزمتْ به علنا). وصُوِّرَ جاهِلا [مُنْدَهِشا] وساخِرا من نفسِه (أُسندتْ إليه مواقفُ السّخرية والإضحاك).
© دلّتْ ردّةُ فعلِ المؤذّن على أنّه محكومٌ فيه: (أُمِرَ بارتكاب خطيئتيْن: رفعُ الأذانِ في غير وقتِه عمْدا + الكذبُ بأنْ يزعمَ أنّه مَنْ يتحمّلُ المسؤوليّةَ الدّينيّة والأخلاقيّة لهذا الفعلِ المنكَر). حتّى احتجاجُه كان تحامُقا [أَليْسَ هَذَا.. مُتَقَدِّمًا عَنْ مَوْعِدِهِ قَلِيلاً؟!] أو همسا [هَامِسًا لِنَفْسِهِ].
-   اِستغلّ القاضي 'سلطةَ القانون' كيْ يحميَ المؤذّنَ لاحقا مِن نتائج فعلتِه الّتي أَجبَره هو نفسُه على تنفيذِها.
-  حَرصَ مبدِعُ الخطّة (القاضي) على محاولةِ إقناعِ حليفِه المتواطئِ معه (المؤذّن) بأنّ فعلتَه تلك 'واجبٌ وطنيّ' [إِنّها خِدْمَةٌ تُقَدِّمُهَا للدَّوْلَةِ]. وذلك كيْ يُنجزَ نصيبَه مِن الخطّة على الوجهِ الأكملِ.
© لا يبدُو المؤذّنُ مَعْنيّا بالأمانةِ في تطبيقِ واجبِه الدّينيّ ولا بخدمةِ الدّولةِ: هو منشغلٌ فقطْ بنظرةِ الجماهير (العامّة) إليه وبمنصبِه المهنيّ وبمصيرِه الشّخصيّ. والدّليلُ: عَزمَ على تنفيذِ المطلوب بمجرّد أنْ بدَّدَ القاضي مخاوفَه.
III-  الخاتمة:
-   يُـمثّل هذا النّصُّ مشهدا رمزيّا نقديّا تجتمع فيه السّلطاتُ الثّلاثُ (السّياسيّة، القضائيّة، الدّينيّة) كيْ تجدَ مخرَجا غيرَ قانونيّ يُبطلَ عقدَ بيعٍ خاضعٍ لجميع الشّروط القانونيّة: مؤامرةٌ جماعيّة ضدّ عُلْويّةِ القانون.
-  صَوّر الحكيمُ رجلَ الدّين 'خادِما أمينا' للسّلطة يأتمرُ بأوامرِها حتّى لو كانَتْ مخالِفةً للشّرعِ الّذي يدّعي تمثيلَه وصيانتَه مِنْ كلِّ تعسُّفٍ أو اعتداء: © أيكون ذلك إدانةً لتوظيفِ الدّين في خدمةِ السّياسة؟!
- جَعل الكاتبُ شخصيّةَ القاضي 'تنحرفُ' عنْ مبادئِها الثّابتة بحجّةِ ما يُسمَّى اليومَ 'المصلحةَ الوطنيّةَ العليا': هلْ إنّ الحكيمَ صاحبَ التّكوين القانونيّ، ينتصر للقاعدةِ الفِقْهيّةِ: 'الضّروراتُ تُبيحُ المحظُورات'؟ أم هو يَنتقدُ المبدأَ السّياسيَّ النّفْعيَّ: 'الغايةُ تُبرِّرُ الوسيلةَ'؟!
- مسرحيّةُ 'السّلطانُ الحائرُ' لا تُقدّم لنا الإجاباتِ الجاهزةَ. إنّما تدعونا جميعا إلى حيرةٍ فكريّة معمَّقة.
v💗| عملا موفّقا |💗v



نسخة PDF قابلة للتّحميل

https://files.acrobat.com/a/preview/4a40920f-79fe-4581-8394-36da3c93b340

ليست هناك تعليقات: