الثلاثاء، 13 مارس 2018

شرحُ النّصّ: (التّمهيدُ للمحور 4: المسرحيّةُ)، 2017-2018



أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، التّمهيدُ للمحور 4: المسرحيّةُ، 3 آداب 2، م.قرطاج حنّبعل، 17-2018
{ ملاحظاتٌ عامّةٌ:
1- يُخيَّر المدرِّسُ بين مسرحيّتيْ 'السّلطانُ الحائرُ' لتوفيق الحكيم (نُشِرتْ: 1960) و'مرادٌ الثّالثُ' للحبيب بولعراس (مُثِّلتْ: 1966). وهما تلتقيانِ في المشغلِ السّياسيِّ عامّةً وفي إشكاليّةِ السّلطة المطلقة خاصّةً. لكنْ تختلفان في طرقِ الكتابةِ المسرحيّة وفي توظيفِ المرجعيّات التّاريخيّة وفي المواقفِ النّقديّةِ المعلَنة والضّمنيّة:
- يمكن اعتبارُ 'السّلطانُ الحائرُ' ملهاةً، مصدرُها الخيالُ المتسلِّحُ بالتّاريخِ الشّعبيّ، تعتمدُ السّخريةَ السّوداءَ سبيلا إلى التّحليلِ والنّقد والإصلاح... وقد أُلِّفتْ أوّلا باعتبارِها نصّا مسرحيّا ذهنيّا [المسرحُ الذّهنيّ: هو مسرحٌ فكريُّ المضامينِ، يُكتَب ليُقرأَ لا ليُمثَّل لأنّه قابلٌ للتّصوّرِ الذّهنيّ وغيرُ قابلٍ غالبا للأداءِ على خشبةِ المسرح]. ومُثّلتْ لاحقا. [قدّمها 'المسرحُ القوميّ' بمصرَ عامَ 1963، إخراج: فتوح نشاطي].
- أمّا 'مرادٌ الثّالثُ' فهي مأساةٌ تاريخيّة (مرجعُها فصلٌ مِنَ التّاريخ التّونسيّ)، ركّزتْ على تحليل الجوانبِ النّفسيّة للشّخصيّاتِ الرّئيسةِ، وأُلِّفتْ مِنْ أجلِ التّمثيلِ المسرحيّ قبل أن تُنشَر لاحقا في كتابٍ خاصّ. والدّليلُ قولُ الكاتب: [الإهداءُ: «إلى عليّ بن عيّاد الممثّل البارع الّذي كتبتُ له هذه المسرحيّةَ. فمنحَها مِنْ وجدانِه وعقلِه وأعصابِه ما أجرى في فصولِها روعةَ الحياة». ح.ب، مراد الثّالث، الحبيب بولعراس، الدّار التّونسيّة للنّشر، ط5، ماي 1987].  
2- حدّدتِ البرامجُ الرّسميّةُ أهدافَ المحور كالآتي: [تَبيّنُ الخصائصِ الفنّيّة الـمميِّزة للكتابة المسرحيّة + اِستجلاءُ أهمّ القضايا السّياسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة وإبداءُ الرّأي فيها].
- اخترتُ في هذا التّمهيد أن أركّزَ على بعض التّقنياتِ الرّئيسة للكتابةِ المسرحيّة بما يلائمُ الكتابيْن معا.
......................................................
{ مِنْ تقنياتِ الكتابةِ المسرحيّةِ {
- النّصُّ المسرحيُّ هو كتابةٌ قصصيّة تتّخذُ نمطَ الحوارِ وسيلةً للسّرد. لكنّها تستعينُ بباقي أنماطِ الكتابة لتؤدّيَ ما يعجزُ 'الحوارُ المسرحيُّ' عن أدائه.
تتألّف أغلبُ النّصوصِ المسرحيّة منْ حوار ومنْ إشاراتٍ رُكحيّة.
1-          الإشاراتُ الرّكحيّةُ:
-   هي مقاطعُ سرديّةٌ وصفيّة تقدّمُ للقارئ الشّخصيّاتِ مِنْ حيثُ حركاتُها وهيئاتُها وملامُحها الخِلقيّة وحالاتُها النّفسيّة والعلاقاتُ بينها... وتعرّفُنا هذه الإشاراتُ أيضا بخصائصِ الفضاء المسرحيّ (الأطر المكانيّة والزّمانيّة الّتي وقعتْ فيها الأحداثُ) مِنْ حيثُ خصائصُه ووظائفُه وتنوّعُه حسْب تنوّعِ المشاهد المسرحيّة...
 ï تُـمثّلُ الإشاراتُ الرّكحيّةُ تقنيةً ثانويّة في النّصِّ المسرحيّ. لكنْ لا غِنًى للحوار عنها. فهي تؤدِّي الوظائفَ الّتي يعجز كلامُ الشّخصيّات عنْ أدائِها. وهي عنصرٌ مساعدٌ عند إخراجِ النّصِّ للتّمثيل.
2-          الحوارُ المسرحيُّ:
-   هو الكلامُ الّذي تقولُه الشّخصيّاتُ الفاعلةُ مباشرةً.
-   يحتاجُ الحوارُ العاديُّ وجودَ شخصيّتيْن متخاطِبتيْن على الأقلّ.
-   أهمُّ وظيفةٍ يؤدّيها الحوارُ هي التّقدّمُ بالأحداثِ [وهي الوظيفةُ الّتي يختصّ بها نمطُ السّردِ عادةً]. ثمّ إنّه يكشفُ بواطنَ الشّخصيّات (المواقف، المشاعر، الأفكار..). وتلك هي وظيفتُه الأصليّةُ. وقد يساهمُ الحوارُ في توصيفِ الموجودات مِنْ حوله [وهي الوظيفةُ الّتي يختصّ بها نمطُ الوصفِ عادةً]...
-   الحوارُ الباطنيُّ هو أن تُكلِّمَ شخصيّةٌ مّا نفسَها بصوتٍ مقروءٍ (والنّصُّ مكتوبا) أو بصوتٍ مسموعٍ (والنّصُّ مُـمثَّلا).
-   يسمَّى كلامُ الشّخصيّة الّذي يُقالُ دفعةً واحدةً: مُـخاطَبَةً. وإذا طالَت المخاطبةُ كثيرا سُمِّيتْ طِرَادَةً.
ï يمكنُ للحوار المسرحيّ أنْ يُؤدّيَ وحدَه وظائفَ السّردِ والوصفِ والحوارِ والحجاجِ جميعَها.
{ عملا موفّقا {

شرحٌ إنتاجيّ: (البابُ تقرعُه الرّياحُ: السّيّاب)، المحور 3: (الشّعرُ الحديثُ)، 2017-2018

{ أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، الشّرح الإنتاجيّ: البابُ تَقْرَعُه الرّياحُ، بدر شاكر السّيّاب {
المحور 3: الشّعرُ الحديثُ، 3 آداب 2، معهد قرطاج حنّبعل، 17-18
{ أجِبْ عن الأسئلةِ التّاليةِ في فقراتٍ مُتكاملة:                                              
1-       هلِ اكتفَى المتكلِّمُ بِمخاطَبٍ واحد على مدَى النّصّ؟
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
2-       حسَبَ أيِّ معيارٍ يمكنُ تقسيمُ النّصِّ؟
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
3-       ما الّذي يَستعيدُه المتكلِّمُ بتذكُّر أمِّه الفقيدةِ؟
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
4-       اِستخرجْ منَ النّصِّ بعضَ الأساليبِ الإنشائيّة مُحدِّدا دلالاتِها:
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
5-       ما صورةُ الأمّ في هذا النّصِّ الشّعريّ الحديث؟
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
.......................................................................................................
{J{
.....................................................................
{ الإصْلاَح { 
{ أجِبْ عن الأسئلةِ التّاليةِ في فقراتٍ مُتكاملة:                                              
1-      هلِ اكتفَى المتكلِّمُ بِمخاطَبٍ واحد على مدَى النّصّ؟
لمْ يكتفِ المتكلّمُ الشّاعرُ بمخاطَبٍ واحد في نصِّه هذا. فقدْ خاطَب أمَّه الميْتةَ في أغلبِ القصيدة استحضارا لها واستقواءً بها. وخاطبَ نفسَه مجازيّا على لسانِ الأمِّ الغائبةِ في السّطريْن الشّعريّيْن [15 و16]. فكانَ كأنّـما يُحيِي في عالمِ القصيدة مَنْ غيّبَها عالمُ الموت مبكِّرا.
2-    حسَبَ أيِّ معيارٍ يمكنُ تقسيمُ النّصِّ؟
يجوزُ لنا تقسيمُ النّصّ حسْب معيار الحالاتِ النّفسيّة: فالقسمُ الأوّلُ [سطر1 إلى سطر7] موضوعُه الحنينُ إلى الأمّ الغائبة. أمّا القسمُ الثّاني [سطر8 إلى سطر32] فمدارُه الأملُ الواهمُ في استعادتِها. وأمّا القسمُ الأخيرُ [سطر33] فموضوعُه اليأسُ التّامّ من عودةِ الفقيدة إلى عالم الأحياء.
لقد تطوّرتْ حالةُ المتكلِّمِ النّفسيّةُ تطوّرا: سلبيّا (الهبوطُ مِن الحنين إلى الأملِ إلى اليأسِ) وسببيّا (الحنينُ أنتجَ الأملَ. والأملُ خابَ. فكان اليأسُ نتيجةً حتميّة للخيبةِ المرّة).
3-    ما الّذي يَستعيدُه المتكلِّمُ بتذكُّر أمِّه الفقيدةِ؟
اِستعادَ الشّاعرُ، وهو يتذكّر أمَّه، ماضيا مديدا. فقد استحضرَ طفولتَه البعيدةَ، خاصّةً منها مشاهدَ حنانِ الأمومةِ (صدَى القبلات..) العزيزةِ على قلبِه. واستعادَ أيضا مشهدَ هجرتِه القسريّةِ مِن الوطنِ بسبب ملاحقة السّلطةِ المستبدّةِ له ولرفاقِه الملتزمين سياسيّا. ثمّ إنّ السّيّابَ استرجعَ ذكرى الوطن العراقيّ برمّتِه معبِّرا عن شوقِه إليه وحسرتِه على فراقِه.
لقد كان تذكُّرُ الأمّ قادِحا فتّحَ أبوابَ الذّاكرةِ الشّاعرةِ وأوقدَ جذوتَها وأحيَـى ما طواهُ النّسيانُ منها.
4-    اِستخرجْ منَ النّصِّ بعضَ الأساليبِ الإنشائيّةِ مُحدِّدا دلالاتِها:
-   «أيْنَ كفُّكِ وَالطَّرِيقُ نَاءٍ؟»: إنشاءٌ طلَبيّ: عبَّرَ الاستفهامُ الإنكاريّ عنْ حنينِ الشّاعر إلى أمِّه الّتي لمْ يشبعْ مِن حنانِها طفلا والّتي يفتقدُ مساندتَها إيّاه في محنته (المرض والغربة) كهلا.
-   «يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ.»: إنشاءٌ طلَبيّ: كشَفَ أسلوبُ النّداء الـمُسْنَدِ إلى أمٍّ غيّبَها الموتُ مِنْ سنين معاناةَ الشّاعرِ الوحدةَ القاسيةَ والوجعَ البدنيَّ والنّفسيَّ. لقد جعلتْه حاجتُه إلى المساندةِ الرّحيمةِ يتخيّلُ أمَّه ترأفُ بحالِه وتخشَى عليه أخطارَ الغُربة وتنشغلُ بمصيرِه وحيدا مَريضا مُلاحَقا مُعدَما.
-   «لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِـي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ.»: إنشاءٌ طلَبيّ: دلّ أسلوبُ التّمنّي على الرّغبةِ في تحقّقِ أمنيةٍ مستحيلة. فعودةُ الأمِّ مِن عالمِ الأموات حدثٌ لا يَصْدُقُ إلاّ في القصيدة ولا يتحقّقُ إلاّ في الخيال الشّعريّ الجامح. وعبّر مضمونُ التّمنّي عنْ عُمْقِ تعلّقِ السّيّابِ بأمِّه واشتياقِه إلى حنانِها وحاجتِه إلى سندٍ عاطفيّ مّا.
5-   ما صورةُ الأمّ في هذا النّصِّ الشّعريّ الحديث؟
تَجاوزتِ الأمُّ كونَها كائنا بشريّا عاديّا. وارتقتْ إلى مرتبةِ الرّمزِ الشّعريّ. فقد رَمزتْ إلى مرحلةِ الطّفولةِ بما فيها مِنْ براءةٍ وخيالٍ خِصْب وأملٍ مُطلَق في المستقبل. وهي أيضا رمزٌ للوطنِ الّذي يُـمثّل الملجأَ الأوحدَ لكلِّ مواطِن رغم تفشِّي القهر والبؤس والجهل فيه. والأمُّ رمزٌ للقصيدةِ المنشودةِ الّتي يُفني الشّاعرُ نفسَه في محاولةِ خلقِها. ولأنّ السّيّابَ فقدَ أمَّه مبكِّرا وهُجِّر مِنَ الوطن ظلما، فقدْ أعلنَ أنّه يفتقدُ الطّفولةَ والوطنَ معا. أمّا القصيدةُ فإنّه يعُوذُ بها مِنْ غدرِ الزّمان ويَستوطنُها ملاذا رحْبا آمنا.
{J{