الاثنين، 12 مارس 2018

شرحُ النّصّ: (التّمهيدُ للمحور 3: الشّعرُ الحديثُ)، 2017-2018


الأستاذة: فوزيّة الشّطّي، التّمهيد للمحور 3: الشّعرُ الحديثُ، 3 آداب، م.قرطاج حنّبعل، 2017-2018
1-    ما الشّعرُ العربيُّ الحديثُ؟
- لِصفةِ 'الحديث' معنيان: تُـحدّدُ الإطارَ الزّمانيَّ الّذي كُتِب خلالَه هذا الشّعرُ أوّلا، وتؤكّدُ ثانيا أنّ هذا الشّعرَ مُختلِفٌ مِنْ حيث خصائصُه الفنّيّةُ والدّلاليّةُ عمّا سبَق مِنْ إنتاجٍ شعريّ. [السّلسلةُ الزّمنيّةُ: العصرُ الجاهليُّ، العصرُ الرّاشديُّ، العصرُ الأُمويُّ، العصرُ العبّاسيُّ، عصرُ الانحطاطِ، عصرُ النّهضةِ، العصرُ الحديثُ: يُحدُّ عادةً بالهجمةِ الاستعماريّةِ الغربيّة على العالمِ العربيّ  الإسلاميّ وبنشوبِ الحربيْن الكونيّتيْن: 1914 و1945].
- تفاعلَ الأدباءُ العربُ مع عصرهم بما فيه مِنْ اضطرابٍ سياسيّ عنيف وتحوّلٍ اجتماعيّ سريع وصِدامٍ حضاريّ يخترقُ الحدودَ الجغرافيّةَ. وكان 'الشّعرُ الحديثُ' إحدى ثمراتِ هذا التّفاعل الّذي جمعَ بين التّأثّرِ بالأدب الغربيّ والنّهْلِ مِنَ التّراث العربيّ والعالميّ (الأساطير، الخرافات..) والحرصِ على ابتكارِ تقنيات القول الشّعريّ ومضامينِه.
2-    أعلامُ المحور:
بدر شاكر السّيّاب، العراق: 1926-1964v نزار قبّاني، سوريا: 1923-1998v عبد الوهاب البيّاتي، العراق: 1926-1999v نازك الملائكة، العراق: 1923-2007v محمود درويش، فلسطين: 1941-2008v منصف الوهّايبـي، تونس: 1949-؟.
3-    محاورُ الاهتمام:
- المرأةُ: تخلّى شعراءُ الحداثةِ عنِ الغزل القديم (التّغنّي بمحاسنِ الحبيبة، شكوى عذابِ الحبّ، طلبُ الوصال...). إذ صارت المرأةُ في شعرهم إنسانةً فاعلةً في الواقع وفي النّصّ الإبداعيّ، تُـحَبُّ بقدر ما تُـحِبُّ. بل أضحتْ رمزا شعريّا يُحيل إلى الوطنِ الفقيدِ أو القصيدةِ المنشودةِ أو الذّاتِ الموجوعة أو الطّفولةِ البعيدة أو الحلمِ المستحيل بالأمان... قدْ تتجلّى المرأةُ 'وطنا عاطفيّا' يعادلُ القصيدةَ الّتي هي 'الوطنُ المجازيُّ' الأرحبُ.
- الذّاتُ: اِهتمّ الحداثيّونَ بتوصيفِ الذّاتِ الشّاعرةِ في حالاتها المتقلّبة (الحبُّ، الألمُ البدنيّ والمعنويّ، الإحباطُ، الغربةُ في الوطن أو عنه..). ونبشُوا ماضيَها الطّفوليَّ ليستمدّوا منه صورا شعريّة شتّى. وعبّروا عن مواقفِها مِن الحياةِ والموت والإنسان والوطن والله... لقد نشرُوا الذّاتَ فضْحا أو تبرئةً أو إدانةً أو تعاطُفا...
- النّضال السّياسيّ: اِلتزم شعراءُ الحداثةِ بالهمومِ الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة (الاستعمارُ الغربيّ، القضيّةُ الفلسطينيّة، السّلطةُ المستبدّة، التّحرّرُ الوطنيّ، العنصريّةُ، سيادةُ الفقر والأمّيّة، العلاقةُ شرق-غرب..). اِنتمى بعضُهم إلى أحزاب سياسيّة معارضة، وتعرّضوا، بسبب ذلك، إلى الاعتقال والسّجن والتّعذيب أو اُضطُرّوا إلى الهجرةِ القسريّةِ هربا مِن بطش السّلطة المحلّيّة أو الاستعماريّة...
JJJ