الأحد، 3 نوفمبر 2013

درس بلاغة: (الجناسُ والسّجْعُ والطّباقُ والمقابلة)، 2013-2014


  /
نسخة ضوئيّة قابلة للتّحميل




أستاذة العربيّة
فوزيّة الشّطّي
آداب: درسُ بلاغة: الجِناسُ والسّجْعُ والطِّباقُ والْمُقابَلَةُ  
معهد قرطاج حنّبعل
13- 14
 الأمثلـة 
 التّحلـيل 
 الضّوابـط 
1- قال تعالَى: "ويومَ تقُومُ السّاعةُ يُقسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لبِثُوا غَيرَ ساعةٍ".

- "فَتُجْمَعُ أوْطارِي عَليَّ وأوْطانِي": (ابنُ خفاجة).

 (السّاعةُ + ساعةٍ) تجانستا لفظيّا: نوعُ الحروفُ، شكلُها، عددُها، تَرتيبُها. واختلفتَا معنًى: فالأُولى تعني يومَ القيامة، والثّانيةُ هي الوحدةُ الزّمنيّة.
 كلمتا (أوطارِي + أوطاني) تجانستا لفظيّا جناسا غيرَ تامّ، إذ اختلفتا في حرفٍ وحيد. وتباينَ المعنى: فالأُولى تعني الحَاجَاتِ والثّانيةُ جمعُ وَطنٍ.
 الجناسُ التّامّ.




 الجناسُ غيرُ التّامّ.
2- قالَ عليه السّلامُ: "رَحِمَ اللّهُ عَبْدا قالَ خيْرًا فَـغَنِمْ، أوْ سَكَتَ فَـسَلِمْ".

- الْحُرُّ: إذا وعَدَ وَفَى، وإذا أعَانَ كَفَى، وإذا مَلَكَ عَفَا. (مثلٌ عربيّ).
← رُكّبَ المثالُ من فِقرَتيْن اتّفقَ حرفُهما الأخيرُ (مْ) وسُكّنَ للوَقْفِ. وجاءت الفاصلةُ (الكلمةُ الأخيرةُ من الفِقرة) على نفسِ الوزْنِ: (فَعِلْ).
 رُكّبَ المثالُ من ثلاثِ فِقَرٍ اتّفقَ حرفُها الأخيرُ (فَا/فَى). وجاءت الفاصِلةُ (الكلمةُ الأخيرةُ من الفِقْرة) على نفسِ الوزْنِ: (فَعَلَ).
← السّجْعُ:
توافُقُ فاصلتَيْن فما أكثرَ في الوزن وفي الحرفِ الأخير.

3- "هِي الشّمْسُ مَغْرِبُـها فِي الكِلَلْ ... ومَطْلَعُـهَا مِنْ جُيُوبِ الْحُلَلْ" (ابنُ زيدون).
- قَالَ تَعالَى: "يَسْتَخْفُونَ مِنِ النّاسِ ولاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ".
 (مَغْرِبٌ + مَطْلَعٌ): كلمتان ضِدّان أيْ تَتضادّان في المعنى معجميّا دون حاجة إلى نفيٍ أو إثباتٍ.
 تكرّر الفعلُ (يَسْتَخْفُون) مرّتيْن: جاءَ مُثْبَتا ثمّ مَنْفيّا. فأدّى مَعنييْن مُتضادّيْن لوُجود أداة النّفي (لاَ).
 طِباقُ الإيجابِ.
(معنًى مُفرَدٌ)

 طِباقُ السّلبِ.
(معنًى مُفرَدٌ)
4- "يَجْفُو الْمَعْمُودَ فَيُعْدِمُهُ ... وَيَهُشُّ إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ" (ابنُ الأبّار).
- "يَا أُمّةً، كانَ قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطُهَا ... دَهْرًا، فَأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضِيهَا" (أبُو تَمّام).
← معنَى الصّدرِ يُقابِلُ معنَى العَجُز: فالجفاءُ يناقضُ الهشاشةَ، والإعدامُ يتضادُّ مع الخلقِ والإحياء.
 معنَى الصّدرِ يُقابِلُ معنَى العَجُز: فغضَبُ الرّعيّةِ من اسْتِشْراءِ الظّلم في الماضي يتناقضُ مع رِضائها بسيادةِ العدْل في حاضرها.
← المقابَلةُ.
(معنًى مُركَّبٌ)
التّطبيقاتُ: حلّلْ الأمثلةَ التّاليةَ مُحدّدا نوعَ البديعِ في كلٍّ منها:
1- "تَعوَّضْتُ مِنْ وَاهًا بـآهٍ" (ابنُ خفاجة):
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
2- "فَهِمْتُ كِتابَكَ، يَا سيِّدِي ... فَهِمْتُ، ولاَ عَجَبًا أنْ أهِيمَا" (شاعرٌ):
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
3- قال أعْرابيٌّ: "أتَتْنَا غُيُومُ جَرَادْ، بِمَناجِلِ حَصَادْ، فَجَرَدَتِ البِلاَدْ، وَأهْلَكَتِ العِبَادْ":
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
4- "وَنُنْكِرُ إنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ ... وَلاَ يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ" (أبُو تَمّام):
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
5- قالَ عليْه السّلامُ لأنصاره: "إنّكُمْ لَـتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطّمَعِ":
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
6- "وَبِفِيهِ شِفَاءُ ظَمَائِي لَوْ ... يَدْنُو لِذَمَائِي مَوْرِدُهُ" (ابنُ الأبّار):
  ............................................................................................................................
..................................................................................................................................
7- "أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشْفَعُ لِي ... وَأنْثَنِي وَبَيَاضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بِي" (أبُو الطّيّب):
 .............................................................................................................................
..................................................................................................................................

❁ عمـلا موفّـقا 

إصلاحُ التّطبيقات: (نوعُ البديعِ ثمّ التّحليلُ):
1- "تَعوَّضْتُ مِنْ وَاهًا بـآهٍ" (ابنُ خفاجة):
← طِباقُ الإيجاب: كلمتا (واهًا + آهٍ) متضادّتان معجميّا، فالأولى أداةُ استحسان واستبشار، والثّانيةُ أداة توجّع.
2- "فَهِمْتُ كِتابَكَ، يَا سيِّدِي ... فَهِمْتُ، ولاَ عَجَبًا أنْ أهِيمَا" (شاعرٌ):
← الجناسُ التّامّ: تجانستْ كلمتا (فَهِمتُ + فَهِمْتُ) تجانُسا لفظيّا تامّا. واختلفتا معنويّا: فالأولى بمعنى "أدركتُ واستوعبتُ"، والثّانية مركّبة من حرف الاستئناف (فَـ) وفعل "هَامَ، يَهِيمُ، هُيامًا" مُصرّفا مع المتكلّم المفرد.
3- قال أعْرابيٌّ: "أتَتْنَا غُيُومُ جَرَادْ، بِمَناجِلِ حَصَادْ، فَجَرَدَتِ البِلاَدْ، وَأهْلَكَتِ العِبَادْ":
← السّجعُ: اِتّفقت الفِقرُ الأربعُ في الحرف الأخير السّاكن للوقفِ (دْ). وعلى نفس الوزن (فَعَالْ) جاءت الفواصلُ (جَرَادْ، حَصَادْ، بِلاَدْ، عِبَادْ).
4- "وَنُنْكِرُ إنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ ... وَلاَ يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ" (أبُو تَمّام):
← طِباقُ السّلب: تكرّر نفسُ الفعل مرّتين: مُثبَتا في الأولى (نُنكِرُ)، ومَنفيّا في الثّانية (لا يُنكرُون). فتناقض المعنى لوجود أداة النّفي (لاَ).
5- قالَ عليْه السّلامُ لأنصاره: "إنّكُمْ لَـتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطّمَعِ":
← المقابلة: تركّب المثالُ من مَعطوفيْن متقابليْن معنويّا. أوّلُهما يعني الإقبالَ بكثرة عند الدّعوة إلى القِتال، ويعني الثّاني النّفورَ من التّكالب على جمعِ غنائم الحرب.
6- "وَبِفِيهِ شِفَاءُ ظَمَائِي لَوْ ... يَدْنُو لِذَمَائِي مَوْرِدُهُ" (ابنُ الأبّار):
← جناسٌ غيرُ تامّتجانستْ كلمتا (ظَمائي + ذَمائي) جناسا غيرَ تامّ، إذ اختلفتا في الحرف الأوّل (ظ + ذ)، واتّفقتا فيما عَداه.
7- "أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشْفَعُ لِي ... وَأنْثَنِي وَبَيَاضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بِي" (أبُو الطّيّب):
← المقابلةُ: صدرُ البيت مقابِل معنويّا لعجُزه. فالصّدرُ يصف زيارةَ الشّاعر للحبيب تحت جُنحِ الظّلام وسِتره، ويصفُ العجزُ الانصرافَ عنه يكادُ يفضحُه نورُ الصّباح ويُغري به الرّقباءَ والوُشاةَ.                       
  

هناك تعليقان (2):

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

لا توجد في العالم كلّه "لغةٌ عاجزة" عن أداء المعنى. إنّما يوجد متكلّمون قاصرون أو عاجزون عن أداء المعاني بلغات معيّنة. وهكذا حالُ الكثير من أبناء الفصحى: يُسقطون عجزَهم على اللّغة ليَعيبُوها بما هو فيهم لا فيها. يتّخذون اتّهامَ اللّغة "قرينةَ براءة" لأنفسهم. وبئسَ البراءةُ تلك.

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

http://mathaakoulo.blogspot.com/2017/03/blog-post.html