❁ / ❁
نسخة ضوئيّة قابلة للتّحميل
أستاذة العربيّة فوزيّة الشّطّي | 3 آداب: درسُ بلاغة: الجِناسُ والسّجْعُ والطِّباقُ والْمُقابَلَةُ | معهد قرطاج حنّبعل 13- 14 |
❁ الأمثلـة ❁ | ❁ التّحلـيل ❁ | ❁ الضّوابـط ❁ |
1- قال تعالَى: "ويومَ تقُومُ السّاعةُ يُقسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لبِثُوا غَيرَ ساعةٍ". - "فَتُجْمَعُ أوْطارِي عَليَّ وأوْطانِي": (ابنُ خفاجة). | ← (السّاعةُ + ساعةٍ) تجانستا لفظيّا: نوعُ الحروفُ، شكلُها، عددُها، تَرتيبُها. واختلفتَا معنًى: فالأُولى تعني يومَ القيامة، والثّانيةُ هي الوحدةُ الزّمنيّة. ← كلمتا (أوطارِي + أوطاني) تجانستا لفظيّا جناسا غيرَ تامّ، إذ اختلفتا في حرفٍ وحيد. وتباينَ المعنى: فالأُولى تعني الحَاجَاتِ والثّانيةُ جمعُ وَطنٍ. | ← الجناسُ التّامّ. ← الجناسُ غيرُ التّامّ. |
2- قالَ عليه السّلامُ: "رَحِمَ اللّهُ عَبْدا قالَ خيْرًا فَـغَنِمْ، أوْ سَكَتَ فَـسَلِمْ". - الْحُرُّ: إذا وعَدَ وَفَى، وإذا أعَانَ كَفَى، وإذا مَلَكَ عَفَا. (مثلٌ عربيّ). | ← رُكّبَ المثالُ من فِقرَتيْن اتّفقَ حرفُهما الأخيرُ (مْ) وسُكّنَ للوَقْفِ. وجاءت الفاصلةُ (الكلمةُ الأخيرةُ من الفِقرة) على نفسِ الوزْنِ: (فَعِلْ). ← رُكّبَ المثالُ من ثلاثِ فِقَرٍ اتّفقَ حرفُها الأخيرُ (فَا/فَى). وجاءت الفاصِلةُ (الكلمةُ الأخيرةُ من الفِقْرة) على نفسِ الوزْنِ: (فَعَلَ). | ← السّجْعُ: توافُقُ فاصلتَيْن فما أكثرَ في الوزن وفي الحرفِ الأخير. |
3- "هِي الشّمْسُ مَغْرِبُـها فِي الكِلَلْ ... ومَطْلَعُـهَا مِنْ جُيُوبِ الْحُلَلْ" (ابنُ زيدون). - قَالَ تَعالَى: "يَسْتَخْفُونَ مِنِ النّاسِ ولاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ". | ← (مَغْرِبٌ + مَطْلَعٌ): كلمتان ضِدّان أيْ تَتضادّان في المعنى معجميّا دون حاجة إلى نفيٍ أو إثباتٍ. ← تكرّر الفعلُ (يَسْتَخْفُون) مرّتيْن: جاءَ مُثْبَتا ثمّ مَنْفيّا. فأدّى مَعنييْن مُتضادّيْن لوُجود أداة النّفي (لاَ). | ← طِباقُ الإيجابِ. (معنًى مُفرَدٌ) ← طِباقُ السّلبِ. (معنًى مُفرَدٌ) |
4- "يَجْفُو الْمَعْمُودَ فَيُعْدِمُهُ ... وَيَهُشُّ إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ" (ابنُ الأبّار). - "يَا أُمّةً، كانَ قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطُهَا ... دَهْرًا، فَأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضِيهَا" (أبُو تَمّام). | ← معنَى الصّدرِ يُقابِلُ معنَى العَجُز: فالجفاءُ يناقضُ الهشاشةَ، والإعدامُ يتضادُّ مع الخلقِ والإحياء. ← معنَى الصّدرِ يُقابِلُ معنَى العَجُز: فغضَبُ الرّعيّةِ من اسْتِشْراءِ الظّلم في الماضي يتناقضُ مع رِضائها بسيادةِ العدْل في حاضرها. | ← المقابَلةُ. (معنًى مُركَّبٌ) |
التّطبيقاتُ: حلّلْ الأمثلةَ التّاليةَ مُحدّدا نوعَ البديعِ في كلٍّ منها:
1- "تَعوَّضْتُ مِنْ وَاهًا بـآهٍ" (ابنُ خفاجة):
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
2- "فَهِمْتُ كِتابَكَ، يَا سيِّدِي ... فَهِمْتُ، ولاَ عَجَبًا أنْ أهِيمَا" (شاعرٌ):
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
3- قال أعْرابيٌّ: "أتَتْنَا غُيُومُ جَرَادْ، بِمَناجِلِ حَصَادْ، فَجَرَدَتِ البِلاَدْ، وَأهْلَكَتِ العِبَادْ":
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
4- "وَنُنْكِرُ إنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ ... وَلاَ يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ" (أبُو تَمّام):
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
5- قالَ عليْه السّلامُ لأنصاره: "إنّكُمْ لَـتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطّمَعِ":
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
6- "وَبِفِيهِ شِفَاءُ ظَمَائِي لَوْ ... يَدْنُو لِذَمَائِي مَوْرِدُهُ" (ابنُ الأبّار):
← ............................................................................................................................
..................................................................................................................................
7- "أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشْفَعُ لِي ... وَأنْثَنِي وَبَيَاضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بِي" (أبُو الطّيّب):
← .............................................................................................................................
..................................................................................................................................
❁ عمـلا موفّـقا ❁
إصلاحُ التّطبيقات: (نوعُ البديعِ ثمّ التّحليلُ):
1- "تَعوَّضْتُ مِنْ وَاهًا بـآهٍ" (ابنُ خفاجة):
← طِباقُ الإيجاب: كلمتا (واهًا + آهٍ) متضادّتان معجميّا، فالأولى أداةُ استحسان واستبشار، والثّانيةُ أداة توجّع.
2- "فَهِمْتُ كِتابَكَ، يَا سيِّدِي ... فَهِمْتُ، ولاَ عَجَبًا أنْ أهِيمَا" (شاعرٌ):
← الجناسُ التّامّ: تجانستْ كلمتا (فَهِمتُ + فَهِمْتُ) تجانُسا لفظيّا تامّا. واختلفتا معنويّا: فالأولى بمعنى "أدركتُ واستوعبتُ"، والثّانية مركّبة من حرف الاستئناف (فَـ) وفعل "هَامَ، يَهِيمُ، هُيامًا" مُصرّفا مع المتكلّم المفرد.
3- قال أعْرابيٌّ: "أتَتْنَا غُيُومُ جَرَادْ، بِمَناجِلِ حَصَادْ، فَجَرَدَتِ البِلاَدْ، وَأهْلَكَتِ العِبَادْ":
← السّجعُ: اِتّفقت الفِقرُ الأربعُ في الحرف الأخير السّاكن للوقفِ (دْ). وعلى نفس الوزن (فَعَالْ) جاءت الفواصلُ (جَرَادْ، حَصَادْ، بِلاَدْ، عِبَادْ).
4- "وَنُنْكِرُ إنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ ... وَلاَ يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ" (أبُو تَمّام):
← طِباقُ السّلب: تكرّر نفسُ الفعل مرّتين: مُثبَتا في الأولى (نُنكِرُ)، ومَنفيّا في الثّانية (لا يُنكرُون). فتناقض المعنى لوجود أداة النّفي (لاَ).
5- قالَ عليْه السّلامُ لأنصاره: "إنّكُمْ لَـتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطّمَعِ":
← المقابلة: تركّب المثالُ من مَعطوفيْن متقابليْن معنويّا. أوّلُهما يعني الإقبالَ بكثرة عند الدّعوة إلى القِتال، ويعني الثّاني النّفورَ من التّكالب على جمعِ غنائم الحرب.
6- "وَبِفِيهِ شِفَاءُ ظَمَائِي لَوْ ... يَدْنُو لِذَمَائِي مَوْرِدُهُ" (ابنُ الأبّار):
← جناسٌ غيرُ تامّ: تجانستْ كلمتا (ظَمائي + ذَمائي) جناسا غيرَ تامّ، إذ اختلفتا في الحرف الأوّل (ظ + ذ)، واتّفقتا فيما عَداه.
7- "أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشْفَعُ لِي ... وَأنْثَنِي وَبَيَاضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بِي" (أبُو الطّيّب):
← المقابلةُ: صدرُ البيت مقابِل معنويّا لعجُزه. فالصّدرُ يصف زيارةَ الشّاعر للحبيب تحت جُنحِ الظّلام وسِتره، ويصفُ العجزُ الانصرافَ عنه يكادُ يفضحُه نورُ الصّباح ويُغري به الرّقباءَ والوُشاةَ.
❁ / ❁
هناك تعليقان (2):
لا توجد في العالم كلّه "لغةٌ عاجزة" عن أداء المعنى. إنّما يوجد متكلّمون قاصرون أو عاجزون عن أداء المعاني بلغات معيّنة. وهكذا حالُ الكثير من أبناء الفصحى: يُسقطون عجزَهم على اللّغة ليَعيبُوها بما هو فيهم لا فيها. يتّخذون اتّهامَ اللّغة "قرينةَ براءة" لأنفسهم. وبئسَ البراءةُ تلك.
http://mathaakoulo.blogspot.com/2017/03/blog-post.html
إرسال تعليق