الثلاثاء، 9 يناير 2018

شرحُ النّصّ: (التّمهيدُ للمحور 2: فنُّ المقامة)، 2017-2018


{أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي{التّمهيدُ للمحور2: فنُّ المقامةِ، 3 آداب{م.قرطاج حنّبعل، 17-18{
1- ما الـمَقامةُ؟
معنى المقامة: لغةً: اِسمٌ لـمَوْضِع القيام أو لجماعةِ النّاس. واصطلاحًا: هي قصّةٌ قصيرة تعتمدُ على حادثٍ طريف يُسرَد بأسلوبٍ منمّق. فالمقامةُ جنسٌ أدبيّ مِن القَصِّ العربيّ القديم. وقد ضَمّ كتابُ 'مقاماتُ بديع الزّمان الـهَمذانيّ' (51) مقامةً تستقلُّ كلٌّ منها بمضامينِها (الأحْداثُ، الأطرُ المكانيّة والزّمانيّة، الشّخصيّاتُ الثّانويّة...). لكنْ تشتركُ جميعُها في الكاتبِ والرّاوي والشّخصيّةِ الرّئيسة والأسلوبِ الأدبيّ. اِعتمَدتْ أسلوبا بديعيّا إيقاعيّا هو السَّجْعُ [أن تنتهيَ فِقرتان أو أكثرَ بفاصلةٍ على الوزنِ نفسِه وبالحرفِ الأخيرِ نفسِه]. ينقلُ مغامراتها الرّاوِي-الشّخصيّةُ: 'عِيسَى بنُ هِشام'، ويلعبُ دورَ البطولةِ فيها غالبا الـمُكَدِّي (المتسوّلُ) الفصيحُ المثقّفُ الدّاهيةُ: 'أبُو الفتْحِ الإسْكَندريّ'. وفيها تكثرُ المفاجآتُ والمفارقاتُ والمواقفُ السّاخرةُ الّتي لا يتوقّعُها شهودُ الحدثِ أو القُرّاءُ.
2- بديعُ الزّمان الهمذاني:
أديبٌ عربيُّ الأصلِ فارسيُّ الموطِنِ [358هـ-398ه] عاش في ق4ه/ق10م. هو شاعرٌ (كتبَ المدحَ والرّثاءَ والوصفَ وشكوَى الدّهر)  ومُترسِّلٌ (ألّفَ الرّسائلَ الأدبيّة) وأوّلُ مَنْ أبدعَ فنَّ المقامةِ في مؤلَّفه المسمَّى (مقاماتُ بديعِ الزّمان الهمذانيّ).
3- أهدافُ المحور:
ندرسُ المقامةَ كي: نتبيّنَ خصائصَها الفنّيّةَ (السّجعُ، الجمعُ بين الشّعرِ والنّثر، ثنائيّةُ السّندِ والمتنِ، لُعْبةُ الظّاهرِ والباطن، تقنياتُ الهزْلِ، الحبْكةُ السّرديّة، مكوّناتُ الحيلةِ...) وغاياتِها النّقديّةَ (صورةُ المثقّفِ الهامشيّ، اِنتشارُ الكُدْيةِ وسيلةً للتّكَسُّبِ، التّحوّلاتُ القِيميّةُ والأخلاقيّة، مكانةُ الفئاتِ المفقَّرة، مشاغلُ مجتمعِ ق4ه دينيّا وأدبيّا وفكريّا وسياسيّا...)